متلازمة القولون المتهيج ( القولون العصبي )
متلازمة القولون المتهيج
يعد مرض متلازمة القولون المتهيج أو كما يطلق عليه في العامية القولون العصبي من أكثر الأمراض المنتشرة في عصرنا الحديث. وبالرغم من أنه مرض حميد في طياته، إلا أن أعراضه وتشخيصه تشابه إلى حد كبير
العديد من أمراض الجهاز الهضمي مما يسبب أرقاً لدى العديد من الأطباء و المرضى على حد سواء ممن يترددون على العيادات أو المستشفيات بصفة دورية، مما يؤدي الى فقدان الثقة بين المريض من ناحية طبية،
مما يجعلهم فريسة لمنتحلي الطب ومعالجي الأعشاب التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى مضاعفات خطيرة، كالفشل الكلوي ومشاكل الكبد.
أعراض وعلامات القولون المتهيج ( العصبي )
تتنوع أعراض وعلامات القولون المتهيج ( العصبي ) من آلام خفيفة في البطن وإنتفاخات إلى إسهال وإمساك مزمنين وعدم الراحة أثناء الإخراج.
ولذلك تم إبتكار عدة بروتوكولات لتشخيص المرض علمياً أشهرها بروتوكول روما الذي يعتمد على أنه يجب ألا تقل مدة الأعراض عن ثلاثة شهور، وأن تكون متكررة ومستمرة على الأقل ثلاثة أيام في الشهر مع حدوث عرضين أو أكثر من الأعراض التالية:
- تحسن الأعراض مع الإخراج.
- ابتداء الأعراض مرتبط بتغير عدد مرات الخروج.
- تغير في شكل أو قوام البراز.
الحالة النفسية وتأثيرها على القولون العصبي
اختلفت الدراسات في نفي أو إثبات دور الحالة النفسية في ظهور أعراض القولون العصبي، الطب الحديث أكد وجود علاقة بين الحالة النفسية والعديد من الأمراض وعلى رأسها متلازمة القولون العصبي، إلا أنها ليست
العامل الأكبر كما يعتقد البعض، في حين أن هناك عوامل أخرى ذات أهمية أكثر مثل:
- التدخين.
- العادات الغذائية الخاطئة.
- السمنة.
- تناول بعض الأدوية بصورة مفرطة، كالمسكنات. تعرف على خطر المسكنات.
الفحوصات المخبرية والأشعة ودورها في تشخيص القولون العصبي
(1) تحاليل أساسية لابد منها للكشف عن القولون العصبي
- فحص مخبري لقوة الدم، وخلايا الدم البيضاء.
- سرعة الترسيب.
- تحليل الأجسام المضادة لمرض حساسية القمح (السيلياك).
(2) الأشعة
الموجات الصوتية للبطن والحوض: ليس لها دور إلا في حال تشابه الأعراض لاستبعاد الامراض الأخرى المتشابهة في الأعراض كإلتهاب المرارة.
(3) التنظير العلوي للجهاز الهضمي
و يُلجأ له في حال ظهور علامات الخطورة، التي تستدعي منا التروي قبل تشخيص القولون العصبي وإجراء المزيد من الفحوصات لتشخيص الأسباب.
علامات الخطورة للقولون العصبي
- عمر المريض أكبر من 50 عام.
- صعوبة أو ألم فى البلع.
- فقدان الوزن غير المخطط.
- ألم متكرر وغير محتمل ولا يستجيب للعلاجا ت.
- وجود دم في البراز أو تغير لونه للأسود الغامق.
- وجود كتلة في البطن خلال الفحص السريري.
- وجود فقر دم.
علاج القولون المتهيج ( العصبي )
يجب أن يتضمن علاج القولون عدة محاور في آن واحد، وهذه المحاور هي:
- الإهتمام بالحالة النفسية: والعمل على طمأنة المريض بأنه مرض حميد وليس له علاقة بمرض السرطان، حيث أثبتت الدراسات فعالية تحسين الحالة النفسية في الشفاء أو تخفيف الأعراض بنسبة 60-70%.
- العادات الغذائية: إتباع حمية غذائية بالإمتناع عن الأطعمة الجاهزة السريعة والأطعمة المصنعة والمحتوية على عنصر السوربيتول.
و بشكل عام تختلف الأطعمة المسببة للأعراض من مريض لآخر وفي بعض الأحيان قد يضطر المريض للجوء للعلاج النفسي على يد أطباء مختصين. - العلاج الدوائي:
ويتضمن علاج الأعراض وتسلسُل العلاج حسب الأعراض، و تتضمن على سبيل الذكر لا الحصر الأدوية التالية:
- الخمائر الحيوية للمساعدة على هضم الطعام.
- مضادات التقلصات.
- الأدوية المعالجة للإسهال.
- الملينات لعلاج الإمساك، مع مراعاة عدم احتوائها على اللاكتلوز.
- كما يمكن أيضا الإستعانة بأدوية مضادات الاكتئاب بجرعات بسيطة لمدة قصيرة.
يتم اللجوء أحيانا لأنظمة غذائية معينة كتلك المنخفضة بالسكريات المعقدة والدهون بالإستعانة بأخصائيي التغذية.
نقاط مهمة حول القولون المتهيج ( العصبي )
- متلازمة القولون المتهيج، ارتفعت نسبته في العصر الحديث لزيادة ضغوطات الحياة والعادات الغذائية الخاطئة. تعرف على كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية والنفسية.
- أعراضه متنوعة ومتشابهة مع عدة أمراض كعسر الهضم والإنتفاخ و تعاقب الإسهال مع الإمساك.
- تشخيص متلازمة القولون المتهيج يعتمد على التاريخ المرضي والفحص السريري الدقيق لإستثناء مشاكل أخرى قد تكون خطيرة.
- التنظير العلوي للجهاز الهضمي ليس روتينياً في حالات متلازمة القولون المتهيج، بل يتم عمله في حالات معينة تحت بند علامات عالية الخطورة.
- العلاج يعتمد على التعاون والإهتمام بين الطبيب والمريض وإلتزامه بتوصيات الطبيب.
- العلاج الفعال يعتمد على عدة محاور: نفسية، وغذائية، ودوائية، ويحتاج للتعاون بين الطبيب والمريض.
مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والسلامه
د. حمزة خالد الزبيدي – أخصائي الطب الباطني
للتواصل مع الدكتور (حمزة الزبيدي)، زوروا صفحته الخاصة في موقع طبيبك، على العنوان الآتي: